عندما شاهدت فلم The age of loneliness رأيت كيف يبدو الحال حينما تكون وحيداً ، ولكن عندما تكون عربياً وحيدا فهذا امر قد يبدو حتى أصعب ، في مجتمع مخنوق بعاداته الإجتماعية البغيضة ، من اجتماعات وتزاور قد يكون إسبوعي ، وبشكل كبير هو إجباري ، نكون أمام وحِدة متسترة ، وهي نوعين : إما وحِدة لأنك مخنوق من الحشود وترغب في تنفس هواء لم يتنفسه أحد ، ولا تستطيع . خاصة إذا كنت فتاة ( حصراً إذا كنت فتاة ) .
و وحِدة أخرى حين تغدو متفرداً ، ليس أسوء ولا أحسن ، لكنك تقرأ ومن حولك لا ، تتابع مسلسلات لا أحد يشاهدها ، تبكي على أبطال لم يسمع بهم أحد ، وتستمع لأغاني لا يطيقها أحد ،
حتى ما تنشره في وسائل التوصل الإجتماعية مثل : ( snap ) يصارحونك بأنها مملة و : نحن لا نشاهدها حقاً .
وحتى حين ترثي أحد من تحبهم لا أحد يهتم ، حين تغدو موصوماً بالغرابة / التفرد ، حين تكون حياتك كُلها تمشي بعكس مسار ( كُل أحد ) تعرفه . ومهما حاولت ان تصبح مثلهم وتتماشى معهم ، ينكسر قلبك عليك ، لأنك هنا لست أنت .
الوحدة هنا إجبار مُتنكر بأنه خِيار ، فإما مع الجموع وإما مع نفسك ..
أعاني من ذلك منذ فترة طويلة جداً ، وأنا_ كما صرّح أكثر من شخصية في الفلم _ أشعر بالحرج حين أقول أني وحيدة ، لأن الوحدة عربياً هي مصطلح يندرج ضمن معاني العار وأن لا أحد يطيقني وأني منبوذة و مسكينة … الخ
أنت حتى لا يكون بمقدورك شرح ما تعاني منه .
آنا أسفة من أجلي ، ومن أجل كل أحد يتألم مثلي .